أوضـحـت الـدكـتـورة هند المفتاح نائب الرئيس للشؤون المالية والإداريـة في معهد الدوحة للدراسات العليا ، في كلمة خلال افتتاح المؤتمر، أن استضافة المعهد لمؤتمر "المسؤولية المجتمعية الخامس"، يأتي إيمانا منه بدوره في ترسيخ الوعي بالمسؤولية المجتمعية، ورسالته الرائدة في تعزيز وتكريس هذا المفهوم ونشره.

وقالت : إن مؤتمر "المسؤولية المجتمعية الخامس" الذي تنظمه مجموعة دار الـشـرق بنسخته الخامسة تحت عنوان "مسؤوليات رغم التحديات" ، ويستضيفه معهد الــدوحــة لـلـدراسـات الـعـلـيـا يـعـكـس إيـمـان المـعـهـد بـدور الـوعـي بـالمـسـؤولـيـة المجتمعية سيما فـي ظـل الحصار الجائر المفروض على دولتنا، آملين أن تساهم جلسات المؤتمر في عكس جهود دولة قطر في مواجهة الحصار والانتصار عليه، ومواصلة مسيرة التنمية المنشودة وفق توجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى.

◄ العمل الاجتماعي

وأضافت : أنشيء معهد الدوحة انطلاقا من مسؤوليته المجتمعية تجاه قطر والعالم العربي كمشروع نهضوي تنموي يـهـدف إلـى تكوين جيل جـديـد مـن الأكاديميين والـبـاحـثـين والمـهـنـيـين الــقــادريــن عـلـى الــدفــع بـالمـعـرفـة الإنـسـانـيـة فــي الـعـلـوم الاجـتـمـاعـيـة والإداريــــة والـعـمـل الاجتماعي والإنساني. وفي سعي المعهد لتحقيق هذه الأهـــداف، فـإنـه يـولـي أهـمـيـة كـبـيـرة لـبـنـاء الـشـراكـات مع كافة القطاعات الحكومية والخاصة والتطوعية لتطوير واستحداث البرامج الدراسية التي تخدم احتياجاتهم.

ولقيامه بهذا الدور الهام، فانه لا بد وأن يكون على تماس مباشر ودائم مع القضايا الماسة والتحديات الراهنة التي تهم المجتمع ومؤسسات الدولة.

◄ معهد الدوحة

واسـتـطـردت : لـعـلّ احـتـضـان المعهد لـهـذا المـؤتـمـر تحت عــنــوان "مـسـؤولـيـات رغــم الـتـحـديـات" يـأتـي تـكـريـسـا لــدوره الأصـيـل الــذي يـقـوم بـه مـن بـعـديـن: فـمـن ناحية، لـكـونـه مـؤسـسـة أكـاديـمـيـة ذات مـسـؤولـيـة اجـتـمـاعـيـة ولــديــه الــتــزام عـمـيـق بـتـعـزيـز ونــشــر مـفـهـوم وثـقـافـة وممارسات المسؤولية الاجتماعية وتطويره بما يسهم بتحقيق الأهــداف التنموية الاقـتـصـاديـة والاجتماعية والـبـشـريـة وبـمـا يـتـواءم مـع رؤيــة قـطـر 2030 ،وهــو ما يتفق تماما مـع رسالته التي تركز على تكريس القيم الثقافية والاجـتـمـاعـيـة والإنـسـانـيـة والبيئية الإيجابية الداعمة للتنمية والتطوير. ومن ناحية أخـرى، انعكاسا لــدوره بـمـشـاركـة غـيـره مـن مـؤسـسـات المـجـتـمـع كـافـة، والمدني خاصة، بتقديم المبادرات التي تكرس المسؤولية المجتمعية كـواجـب وطـنـي وأخـلاقـي وتسعى لترجمته واقعا ملموسا.

◄ تنمية المجتمع

وأوضـحـت الـدكـتـورة هند المـفـتـاح قائلة : لـم يعد تقييم شركات القطاع الخاص يعتمد على ربحيتها فحسب، بل في قدرتها على الإسهام في عملية تنمية المجتمع. وقد أدركت مؤسسات القطاع الخاص أهمية مشاركتها فـي المجتمع وعــدم عزلتها عـنـه، فـالمـؤسـسـات -  ككيان بشري ومالي – كانت ومازالت تلعب دوما دوراً هاماً ومركزياً، إلى جانب الـفـاعـلـين الآخــريــن، فـي تنمية المـجـتـمـع الــذي تعمل في كنفه. فهي المصدر الرئيسي للثروة والتحديث وتوليد فـرص الـعـمـل. ولـهـذا، بـات مـن المحتم عليها الاضـطـلاع بمسؤولياتها الاجتماعية وتوسيع نشاطاتها لتشمل رعاية النشاطات الثقافية والفنية وبالذات للشباب وذوي الاحتياجات الخاصة ومساندة الحملات التوعوية البيئية وترشيد الطاقة وتقديم المنح الدراسية وغيرها.

◄ المسؤولية المجتمعية

وشــددت قائلة : لقد باتت المسؤولية الاجتماعية اليوم مـن أهــم الـعـوامـل والمــؤشــرات المـسـتـخـدمـة لـقـيـاس أداء ومـسـاهـمـات المــؤســســات والــشــركــات بــدعــم الأهـــداف التنموية الاجتماعية للدولة. ولم تعد المسؤولية المجتمعية في يومنا خيارا للأفراد والمؤسسات المختلفة؛ ولكنها أصبحت أمــرا حتميا للبقاء والاسـتـمـرار. كما لـم تعد المسؤولية المجتمعية تتمثل في إخـراج الزكاة والأعمال الخيرية بل توسعت وأصبحت مجالا خصبا لتشمل توفير آليات فاعلة من شأنها التصدي للتحديات القائمة وبالذات أوقات الأزمات ومـحـاولـة إيـجـاد حـلـول مبتكرة للمشكلات الـتـي تقف عائقاً في وجه النمو الاقتصادي. ويــحــضــرنــي هــنــا الاســتــشــهــاد بــمــبــادرتــين عـالمـيـتـين إبداعيتين ورائدتين للمسؤولية المجتمعية، الأولى تتعلق بإحدى شركات الأحـذيـة التي التزمت عند بيع أي زوج من أحذيتها بالتبرع بـزوج آخـر لشخص فقير لا يجد ما ينتعله في إحـدى الـدول الفقيرة، أمـا المـبـادرة الثانية فـتـتـعـلـق بـشـركـة لـبـيـع المــلابــس الـتـزمـت بــزراعــة عشر شـجـرات عـنـد بـيـع أي مـنـتـج مـن مـنـتـجـاتـهـا مـع وضـع حاسبة على موقعها الإلكتروني تظهر الزيادة في عدد الأشجار بزيادة المبيعات.

◄ واجب وطني

وأشــارت خـلال كلمتها إلـى أن هناك العشرات من هذه الـنـمـاذج بصيغتها المـحـلـيـة الـتـي تـؤكـد أن المـسـؤولـيـة الاجتماعية واجب والتزام وطني وأخلاقي وليس صدقة أو مكرمة، فـردي وجماعي ولـيـس فقط مـبـادرة وجهد مؤسسي.

وفـي الختام قـالـت : أودّ أن أتـقـدم بالشكر للمنظمين والقائمين على هـذا المؤتمر، ولكل المسؤولين فيه وعلى رأســهــم الـشـيـخ ثــانــي بــن عـلـي آل ثــانــي رئــيــس لجنة المسؤولية المجتمعية، و الأسـتـاذ عبد اللطيف بـن عبد الله آل محمود الرئيس التنفيذي لمجموعة دار الشرق ، ولجميع الجهات التي ساندت ودعمت إقامة هذه الفعالية.

ولا يسعني إلا أن أسـجّـل لكم الـشـكـر على تشريفنا بـاسـتـضـافـة هـــذا المــؤتــمــر المــهــم فــي مـواضـيـعـه الـتـي سيناقشها والنتائج التي سيتوصل إليها، ولا يسعني أيضًا إلا أن أشكر باسمي واسمكم الجنود المجهولين الذين عملوا من وراء الستار قبل وأثناء المؤتمر وبفترة قياسية لتوفير الخدمات المساندة لأعماله والتي لولاهم لما تمكنّا من أداء أعمالنا بكل سهولة ويسر.